كيف أحد من مشاهدة ابنتي للتليفزيون وهي تبلغ من العمر 4 سنوات وشهرين حيث إنها تريد الجلوس أمامه كثيرًا وتشاهد برامج الأطفال التي أغلبها ليس بها نفع ولا فائدة، بل أجدها تؤثر سلبًا على سلوكياتها فهي تدعو لتقليد العنف أحيانًا وأحيانًا بها مقالب كأفلام (توم وجيري) فكيف أقنعها بعدم المشاهدة طويلًا؟
علمًا بأنها عندما لا تجدني أمامها تقوم بتشغيل التليفزيون لوحدها أو تؤثر على جدها فيشغله لها على قناة الأطفال أو ونحن نشاهد شيء آخر تدير هي على قناة الأطفال؟
بيانات المستشير:
اسم المستشير: أم شهد.
رد المستشار:
اسم المستشار: أ. عبيدة بن جودت شراب.
أختي الكريمة أم شهد:
فأسأل الله تعالى أن يبارك لك في ذريتك وأن يصلح شأنهم وأن يقر عينيك بصلاحهم وأن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبهم وجلاء همومهم ونور صدورهم.
وأشكر لك ثقتك في موقع المستشار (معًا لحياة أسعد) واتجاهك إليه لمساعدتك في حل تساؤلك ومشكلتك.
وأسأل الله تعالى التوفيق والسداد في استعراض مشكلة ابنتكم رعاها الله مع التلفاز والتي تتلخص في إدمانها على مشاهدته لفترات طويلة وتأثرها ببرامجه وما تشاهده سلبيًّا وهنا أضع في علمك الكريم بداية أن جهاز التلفاز سلاح ذو حدين من خلال ما يعرض فيه وما نشاهده فما كان خيرًا فخير وما كان شرًّا فشر ولذا فالأمر قائم أساسًا على اختيار الإنسان وإرادته فيما يشاهد.
وقد أثبت الدراسات العلمية الآثار السلبية للإدمان على مشاهدة التلفاز لفترات طويلة من قبل الأطفال وتأثير ذلك عليهم اجتماعيا ونفسيًّا ومهاريًّا وصحيًّا وعقليًّا وسلوكيًّا وبغض النظر عما إذا كانت البرامج المشاهدة في التلفاز مفيدة أم لا؛ فإن مشاهدة التلفاز إلى مدة تصل إلى أربع ساعات في اليوم تحرم الطفل من العديد من الفعاليات، سواء الحركية كاللعب مع أقرانه أو قضاء بعض الوقت خارج المنزل أو فعاليات عقلية كالقراءة أو المشاركة في نشاطات جماعية وتوصي نتائج العديد من الدراسات ألا تتجاوز ساعات المشاهدة اليومية للتلفاز من قبل الأطفال ساعة إلى ساعتين وهنا يجب أن نضع قيدًا وهو أن تكون برامج هادفة ونافعة وتربوية تتوافق مع تعاليم شريعتنا وأخلاقنا وقيمنا الإسلامية والعربية، وحتى نعرض للحل السليم بإذن الله نتناول أولًا أسباب إدمان الأطفال على مشاهدة التلفاز وتعلقهم ببرامجه.
وبعد ذلك نعرض للحل بإذن الله تعالى:
1) وقت الفراغ الطويل الذي يعيشه الطفل في الوقت الحاضر الأمر الذي لا يجد معه بديلًا للبقاء أمام الشاشة التي يرى أنها جديرة بأن تملأ وقت فراغه وتشغله.
2) عدم توافر البرامج والمناشط التربوية والمهارية التي تعتني بشخصياتهم وتلبي احتياجاتهم وتشبع ميولهم والتي لا شك أن وجودها سيسهم بدرجة كبيرة في صرف اهتمام الأطفال عن كثير من برامج التلفزيون.
3) عدم عناية الوالدين بوقت الفراغ عند الأطفال وعدم إدراكهم لخطورة بقائهم أمام الشاشة لوقت طويل ويزداد الأمر خطورة عندما نعلم أن البعض ربما يفرح ويستبشر بذلك لما يترتب عليه من حصول شيء من الهدوء في المنزل.
4) وفرة القنوات التي تتبارى في كثرة ما تقدمه من البرامج الجاذبة والمشوقة المصحوبة بالدعاية الإعلامية القوية التي تسهم في إغراء المشاهد (ولاسيما في هذه السن) بالمكوث فترة أطول أمام الشاشة.
5) الاحتياجات النفسية والاجتماعية والجسمية للطفل من حيث حبه للقصص لاسيما المرتبطة بالحركة وتعلقه بالاكتشاف والفضول المعرفي وكثرة السؤال وأيضًا حاجاته اللغوية التي يجدها متنوعة في برامج الأطفال.
والآن نعرض إلى جملة من الحلول التي يمكن أن تساعدك أختي الكريمة في الحد من مشاهدة ابنتك لبرامج التليفزيون وتتمثل فيما يلي:
1- توفير أدوات ترفيه أخرى غير التلفاز في نفس الغرفة التي يتواجد بها التلفاز وذلك لصرف نظرها ولو قليلا عنه مثل: الكتب، مجلات الأطفال، ألعاب الألغاز وغيرها من الألعاب.
2- إخراج التلفاز خارج غرفة نوم ابنتك إن كان بها.
3- إطفاء التلفاز خلال وجبات الطعام لإعطاء الفرصة للتواصل العائلي عن طريق الأحاديث الخفيفة والبسيطة.
4- معاملة التلفاز كامتياز تستحقه ابنتكم لإجادتها عملا ما كالمساعدة في المنزل أو قراءة أو رسم أو حفظ آيات معينة مما يناسب عمرها وليس كحق واجب على الأهل تقديمه لها ويجب عليها أن تفهم أنها لن تستطيع مشاهدة التلفاز إلا بعد إتمام ذلك.
5- وجود أحد الوالدين دائما بقربها لمشاركتها في متعتها واهتمامها وتوجيهها وللإشراف على ما تشاهده في التلفاز خاصة بوجود هذا الكم الكبير من القنوات غير المناسبة لمشاهدة الطفل وكذلك لشرح ما يمكن أن يستعصي على عقليتها فهمه.
6- أن يجيب الأم والأم أسئلتها التي تدور في ذهنها حول ما يستجد عليها من مفاهيم شاهدتها.
7- تعويدها على التفريق فيما تشاهده بين الواقع والخيال، وعدم تقليد كل شيء تراه.
8- كوني مشاهدة ايجابية وعودي أبنتك على انتقاد ما تشاهده وكوني واضحة معها في إرشادها نحو البرامج النافعة.
9- أعط نشاطًا بديلًا لها عن مشاهدة التلفاز كممارسة الأنشطة والهوايات وشاركيها ألعابها واشبعي رغباتها الخيالية بحكاية القصص التربوية النافعة.
وأخيرًا أسأل الله تعالى أن يبارك لكم في ذريتكم وأن ينفع بكم.
الكاتب: عبيدة بن جودت شراب.
المصدر: موقع المستشار.